شهدت القارة الأفريقية تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بمرض الجدري خلال عام 2024، حيث أودى المرض بحياة 866 شخصًا منذ بداية العام، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الصحة في أفريقيا يوم الخميس 3 أكتوبر. وقد أكدت الوكالة أن "الوباء لا يزال خارج نطاق السيطرة".
ارتفاع عدد الحالات في أفريقيا
وفقًا للتقرير، تم تسجيل ما يقرب من 35 ألف حالة إصابة بالجدري منذ شهر يناير، حيث تتركز الإصابات بشكل رئيسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا وأوغندا ورواندا. وقد تم الكشف عن فيروس الجدري في 16 دولة أفريقية، بحسب مركز السيطرة على الأمراض في أفريقيا (CDC). وصرح الدكتور جان كاسيا، المدير العام للمركز، في مؤتمر صحفي: "الوباء ليس تحت السيطرة"، مؤكدًا تسجيل 2500 حالة جديدة أسبوعيًا في الأسابيع الأخيرة، معربًا عن قلقه من أن معدل الفحوصات لا يزال "منخفضًا للغاية".
أول حالة في غانا
في غانا، تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالجدري لعام 2024. كان المريض، وهو طفل صغير يعيش على بُعد حوالي 475 كيلومترًا من العاصمة أكرا، يعاني من أعراض تشمل الطفح الجلدي، الحمى، وآلام الجسم. وقد خرج الطفل من المستشفى بحالة مستقرة، بينما تقوم السلطات الصحية بمراقبة 25 شخصًا كانوا على اتصال به.
وقال باتريك كوما أبواجي، المدير العام لهيئة الصحة في غانا: "تم عزل الحالة المشتبه فيها وفقًا لبروتوكولات إدارة الجدري". وأعلنت السلطات أن هناك 230 حالة مشتبها بها قيد التحقيق في البلاد.
مرض الجدري: عودة المرض وانتشار متغير جديد
جدري القرود، المعروف حاليًا باسم الجدري، هو مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن ينتقل بين البشر أيضًا، مسببًا الحمى، آلام العضلات، وظهور آفات جلدية. ومع ظهور متغير جديد يعرف باسم الفئة 1 ب، أطلقت منظمة الصحة العالمية أعلى مستويات الإنذار في منتصف أغسطس. وقد تم تسجيل هذا المتغير في عدة دول منها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بوروندي، كينيا، أوغندا، ورواندا.
تأجيل حملات التطعيم في بعض الدول
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تُعد مركز تفشي الوباء، تم تأجيل إطلاق حملة التطعيم التي كان من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء، دون تحديد موعد جديد. ومع ذلك، قال الدكتور كاسيا إن العملية ستنطلق في غضون يومين. وفي رواندا، بدأت عمليات التطعيم في 17 سبتمبر، كجزء من الجهود لاحتواء انتشار المرض.
جهود السيطرة والتوعية
تسعى السلطات الصحية الأفريقية بالتعاون مع المنظمات الدولية إلى تكثيف الجهود للسيطرة على الوباء، من خلال تحسين معدلات الفحوصات والتطعيمات، والتأكد من تطبيق البروتوكولات الصحية اللازمة لمنع انتشار المرض.
تعليقات
إرسال تعليق