وكالة "ستاندرد آند بورز" تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل: تصاعد المخاطر الأمنية ومستقبل اقتصادي غامض

في ضوء التوترات الأمنية المتزايدة في المنطقة، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" يوم الثلاثاء عن تخفيض التصنيف الائتماني طويل الأجل لإسرائيل من "A+" إلى "A". هذا التخفيض يأتي مع نظرة مستقبلية سلبية، حيث أشارت الوكالة إلى أن القرار يرتبط مباشرة بتصاعد المخاطر الأمنية، وخاصة في ظل التصعيد الأخير مع جماعة حزب الله.

تداعيات أمنية واقتصادية

بررت "ستاندرد آند بورز" قرارها بأن استمرار وتيرة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قد يشكل خطرًا كبيرًا على الوضع الأمني في إسرائيل. الوكالة لفتت إلى أن احتمال اندلاع حرب مباشرة مع إيران يزيد من القلق بشأن الوضع الاقتصادي في إسرائيل، مما يؤثر على الثقة بالاقتصاد الإسرائيلي على المدى الطويل.

تأثير التصعيد على الاقتصاد

تتوقع الوكالة أن تفاقم الصراع مع حزب الله سيسبب تراجعًا ملحوظًا في الأداء الاقتصادي لإسرائيل، خاصة مع ارتفاع الإنفاق المرتبط بالدفاع. يشير تقرير "ستاندرد آند بورز" إلى أن "النشاط العسكري المستمر في غزة، وتصاعد القتال عبر الحدود الشمالية، قد يستمر حتى عام 2025"، مما سيزيد من الضغط على الموارد المالية للدولة.

التصعيد الإيراني وتأثيره على الأسواق

شهد يوم الثلاثاء إطلاق إيران لعشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل، ردًا على اغتيال زعيمي حزب الله وحركة حماس. وتزامن هذا الهجوم مع رد فعل الجيش الإسرائيلي الذي أطلق صواريخ اعتراض فوق القدس.

وفقًا لما أعلنته البيت الأبيض، فإن الهجوم الإيراني لم يكن فعالًا، لكن تأثيراته كانت واضحة على الأسواق المالية العالمية، حيث ارتفعت أسعار الذهب والنفط بشكل حاد وسط اضطراب واضح في الأسواق.

التوقعات الاقتصادية السلبية لإسرائيل

توقع تقرير "ستاندرد آند بورز" أن التعافي الاقتصادي في إسرائيل سيتأخر، حيث خفضت الوكالة توقعاتها للنمو الاقتصادي إلى 0% في عام 2024، مع تحسن طفيف في عام 2025 بنسبة 2.2%. كما أشار التقرير إلى أن تصاعد حدة القتال قد يؤدي إلى زيادة مستمرة في الإنفاق الدفاعي، مما يثقل كاهل المالية العامة الإسرائيلية ويزيد من العجز المالي.

الخلاصة

تشير تقارير "ستاندرد آند بورز" إلى أن التدهور الأمني المستمر قد يكون له تداعيات سلبية بعيدة المدى على إسرائيل، ليس فقط من الناحية العسكرية ولكن أيضًا من ناحية الأداء الاقتصادي. مع توقعات بأن يطول أمد الصراع وتزداد النفقات الدفاعية، يبدو أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في المستقبل القريب، مما يجعل المستثمرين في حالة من الترقب والقلق.